إنطلق تنفيذ الدراسة الفنية الموضوعة لتجميل موقع حديقة البطاركة وتأهيلها في الديمان من قبل ورش وزارتي الأشغال العامة والطاقة والمياه، وتشمل الدراسة الهندسية التي أعدتها رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث خطة متكاملة لأعمال الإنارة بالطاقة الشمسية وتبليط بعض الساحات والممرات وتزفيت أقسام أخرى واقامة الأرصفة لمرور المشاة وبناء الجدران الحجرية التراثية.
وتغطي هذه الأشغال محيط كنيسة مار اسطفان الأثرية ونطاق أبنية اقامة الجماعة الرهبانية المارونية Mission de vie، ومسرح ومعرض ومتحف وسمبوزيوم الوادي المقدس، ومواقع المشغل الحرفي ومركز رعاية العجزة والمسنين وبيت الذاكرة والأعلام.
واعتبر النائب البطريركي المشرف على رابطة قنوبين المطران جوزيف نفاع أن "الأشغال الجارية ترجمة عملية غير مسبوقة لجهة مواكبة الدولة اللبنانية، عبر وزارتي الأشغال والطاقة لموقع حديقة البطاركة المتقدم على الخريطة السياحية وعلى مستوى الأبعاد التاريخية والثقافية التي بات يحملها بعد سنوات من انطلاق مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس من هذا الموقع بالذات".
ولفت الى أن "المؤتمر الأول المقرر عقده في 18 و19 الحالي حول التراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس، بمشاركة أعلى المرجعيات الزمنية والروحية من الكنائس الشرقية الكاثوليكية والاورثوذكسية ورئيس مجلس أساقفة أوروبا وممثل الكنيسة اليونانية وسواهم ينتقل بالوادي المقدس الى مستوى الأبحاث العلمية المتخصصة بعدما أنجزت الى حد بعيد أبحاث الترويج الاعلامي والسياحي التي تحاكي الثقافة الشعبية العامة. وهذا الإنتقال يتطلب جهودا كبيرة لتحقيقه، وأحد أوجهها العناية الحكومية بموقع حديقة البطاركة، حيث ينعقد هذا المؤتمر الأول الذي يؤسس لمسار مستقبلي طويل يتابعه البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بعناية أبوية حثيثة".